2018-05-28

التخطيط الاستراتيجي


التخطيط الاستراتيجي

مقدمه:
اصبح من سمات العصر سرعة وتيرة وعمق المتغيرات العالمية التي تعمل في ظلها المؤسسات على اختلاف نوعياتها وأنشطتها، الأمر الذي لم تعد تكفي معه طرق وأساليب التخطيط التقليدية المعتمدة على التنبؤ والخبرة الماضية للمخطط في تحليل الأحداث التاريخية.
ومع ظهور مفهوم التخطيط الاستراتيجي كأحدث صورة من صور التخطيط في المؤسسات، وأدى هذا النوع من التخطيط إلى تغيير الكيفية التي تخطط بها المنظمات لوضع الاستراتيجيات الخاصة بها وتنفيذها، وأصبحت الإدارة الاستراتيجية أداة أساسية للمنظمات لكي تتعلم وتتطور إذا أرادت المحافظة على الصدارة والتميز.
التخطيط الاستراتيجي بما يحتويه من رسالة ورؤية وقيم واهداف استراتيجية يعمل على توجيه المؤسسة للتركيز على أهدافها الأساسية وتوحيد التوجهات والاعمال التنفيذية والموارد داخل المؤسسة للوصول الى الأهداف التي تم تحديدها من تحقيق أرباح وجوده أعمال ومنتجات تتميز بها المؤسسة.
والاهداف الاستراتيجية ترسم خارطة الطريق التي تتبعها المؤسسة خلال فتره طويله المدى وقى نفس الوقت تعتبر الرسالة والرؤية البوصلة التي تقوم بتحديد اتجاه السير على خارطة الطرق لضمان عدم التشعب والالتزام بالأهداف الرئيسية والوصول اليها.


ما هو التخطيط الاستراتيجي:
التخطيط الاستراتيجي هو التخطيط طويل المدى والذى يرسم ويوضح الأهداف الكبيرة للمؤسسة وتحديد الطرق والمناهج المطلوب تنفيذها لتحقيق الخطة الاستراتيجية.
هو عبارة عن خارطة الطريق التي ترشد إلى الطريق الصحيح بين نقطتين، أولها أين نحن الآن ، والأخرى أين نرغب أن تكون المؤسسه في المستقبل وكيف يمكنك أن تحقق ذلك.

 ركائز التخطيط الاستراتيجي:
أربعة مرتكزات تمثل الإطار الذي يتحرك داخله التخطيط الاستراتيجي وهي:
1.    مستقبلية القرارات:
حيث يتجه التخطيط الاستراتيجي إلى تحديد مواطن القوة والضعف التي ينطوي عليها المستقبل، والإفادة من الفرص المتاحة وتجنب المخاطر، وبالتالي فإن التخطيط الاستراتيجي هنا يعني تصميماً أو نموذجا للمستقبل المرغوب وتحديدا للوسائل المؤدية إليه.
2.    التخطيط كعملية:
التخطيط الاستراتيجي عبارة عن عملية تبدأ بصياغة الأهداف فالاستراتيجيات والسياسات ثم الخطط لا سيما التفصيلية أو الإجرائية المؤدية إلى تنفيذ الاستراتيجية وبصورة يتحقق من خلالها الأهداف المرسومة. وبالتالي فإنه يمثل عملية يتبلور من خلالها وبتحديد مسبق نوع الجهد التخطيطي المطلوب وزمنه وآلية تنفيذه والجهة المنفذة وكيفية معالجة النتائج، مما يعني أنها عملية تسير على أسس واضحة، وفي نفس الوقت تتصف بالاستمرارية للسيطرة على التغيرات التي تطرأ في البيئة.
3.    التخطيط كفلسفة:
يمثل التخطيط الاستراتيجي اتجاهاً وأسلوباً للحياة، من خلال التركيز على الأداء المستند إلى الدراسة والتنبؤ بالمستقبل، وكذلك على استمرارية عملية التخطيط وعدم استنادها فقط على مجموعة من الإجراءات والأساليب.
4.    التخطيط كبناء:
يسعى التخطيط الاستراتيجي إلى محاولة الربط بين أربعة أنواع رئيسية من المكونات هي: الخطط الاستراتيجية، والبرامج متوسطة المدى، والميزانيات قصيرة المدى، والخطط الإجرائية بهدف التكامل بينها في صورة قرارات واضحة وقويه.

ملامح التخطيط الاستراتيجي:
·       يغطى التخطيط الاستراتيجي فتره زمنيه طويله.
·       التخطيط الاستراتيجي هو المظلة الكبيرة لجميع أنواع التخطيط الأخرى داخل المؤسسة.
·       هو أسلوب عمل على كل المستويات ويحدد ويميز مساهمة كل مستوى ووظيفته.
·       يهدف التخطيط الاستراتيجي الى حشد طاقات وموارد المؤسسة وتوحيد الجهود لتحقيق الرؤية المستقبلية التي تضمن نمو واستمرار المؤسسة.
·       في التخطيط الاستراتيجي يقوم فريق العمل القائم بالمهمة بدراسة الوضع الراهن للمؤسسة وتوثيقه وكذلك الرؤية المستقبلية المستهدفة وخطوات ومراحل العمل للوصول اليها مع ضرورة سرد التحديات التي قد تواجه تحقيق المخطط.
·       التخطيط الاستراتيجي يمثل أهم خطط المؤسسة ويتم الاشراف عليه ومتابعته من خلال الإدارة العليا للمؤسسة.
·       هو نظام متكامل يتم بشكل معتمد وبخطوات متعارف عليها.

مراحل التخطيط الاستراتيجي:
إعداد الدراسات التحليلية:
في التخطيط الاستراتيجي يقوم فريق العمل القائم بالمهمة بإعداد الدراسات التحليلية للوضع الحالي للمؤسسة وذلك عن طريق تحديد نقاط القوة والضعف وخطوات ومراحل العمل للوصول اليها مع ضرورة سرد التحديات التي قد تواجه تحقيق المخطط (بما يسمى SWOT analysis)
ü     القوة Strengths: عناصر القوة في المشروع والتي تميزه عن غيره من المشاريع .
ü     الضعف Weaknesses: نقاط الضعف في المشروع .
ü     الفرص Opportunities: وهي فرص النجاح التي يمكن أن تأتي من خارج المشروع وقد تؤدي على سبيل المثال إلى زيادة المبيعات وأيضاً يمكن أن تؤدي لزيادة الأرباح..
ü     التحديات  Threats: وهي التحديات والتي تمثل مخاطر والتي يمكن أن تأتي من خارج المشروع وتسبب اضطرابات للمشروع.

بناء الخطة الاستراتيجية:
وبناءاً على نتائج هذه الدراسات يتم تحديد الأهداف الاستراتيجية للوصول الى أفضل وضع للمؤسسة وسد أي فجوات ونقاط ضعف تظهر نتيجة الدراسات ويتم بناء الخطة الاستراتيجية لتحتوي على:.
1.    المهمة (الرسالة)  Mission:
هي عملية تحديد وتوثيق معلنه توضح الأهداف الأساسية من أنشطة المؤسسة والتزاماتها نحو عملاءها وموظفيها والعاملين بالمؤسسة وكذلك المجتمع بتقديم منتج جيد.

2.    الرؤية   Vision:
هي الأهداف التي يسعى اليها المستفيدين من المؤسسة من ملاك وإدارة عليا وتنفيذيه والموظفين العاملين بالمؤسسة       ويجب ان يتوفر في الرؤية ثلاث عناصر مهمه (واقعيه – محفزه – ملتزمة برسالة المؤسسة).
         
3.    الأهداف الاستراتيجية    Strategic Objectives:
الأهداف الاستراتيجية هي ملخص للنتائج النهائية التي تهدف المؤسسة الى الوصول اليها لتحقيق رسالتها والرؤية المستقبلية.

4.    مؤشرات وعوامل النجاح الأساسية Susses Indicators:
يجب أن تتضمن الخطة الاستراتيجية على احجار الزاوية للمراحل المختلفة (Millstones) والتي تدل على تحقيق الأهداف الاستراتيجية في كل مراحل وذلك لتأكيد أن العمل يتم في الاتجاه الصحيح لتحقيق الأهداف المطلوبة.

5.    الموارد اللازمة لتحقيق المخطط  Required Resources:
يجب توضيح الإمكانيات المتاحة وكذلك الإمكانيات والموارد المطلوب اضافتها لتحقيق أهداف الخطة الاستراتيجية.

إعداد الخطط الطارئة  (Contingency Plans):
لا بد من تتضمن الخطة الاستراتيجية على سيناريوهات وخطط بديله للحالات الطارئة في المؤسسة.

إعادة هيكلة المؤسسة وتنظيم الأعمال:
تحتوى الخطة الاستراتيجية على وصف للهيكلة المؤسسة التي تساعد تحقيق الخطة المستهدفة بما في ذلك وصف لتنظيم أعمال المنشأة بما يتناسب مع متطلبات تحقيق الخطة الاستراتيجية.

فوائد التخطيط الاستراتيجي:
·       وضع الخطط يجنب المؤسسة مواجهة المخاطر التي يتم تحديدها اثناء الدراسة والاستعداد المبكر لها لمنع أو تقليل الاضرار الناتجة عن تلك المخاطر.
·       توضيح وتوحيد الأهداف الرئيسية للمؤسسة بين الملاك والإدارة العليا والتنفيذية وموظفي الشركة.
·       وضوح الرؤية لرسم خارطة الطريق لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة.
·       الدراسات التحليلية التي يتم إعدادها في بداية الاعداد للخطة الاستراتيجية تساعد على تحديد ومعرفة التغيرات المستقبلية والمخاطر والاستعداد المبكر لها بالخطط البديلة لمنع أو تقليل الاضرار الناتجة عن ذلك , مما يضمن عدم تعطل العمل.

مثال توضيحي:
بفرض أنه مطلوب وضع الخطة الاستراتيجية لشركة طيران
الرسالة:
 أن تكون الشركة من أكبر الشركات العاملة في مجال الطيران والنقل الجوي وتقدم كافة الخدمات بالمستوى الراقي الذى يرضى عملائها ويحقق السمعة الجيدة التي تميز العاملين بالشركة وأن تراعى الشركة النواحي الفنية وتستخدم أفضل التقنيات التي تحافظ على البيئة وتضمن تخفيض نسبة التلوث وتقليص أي أثار سلبيه تؤثر على المجتمع.

الرؤية:
 أن يتطور أداء الشركة بشكل دائم ومستمر لضمان الحفاظ على مكانة الشركة ضمن افضل الشركات العاملة في مجال الطيران والنقل الجوي عالمياً , مع تحقيق أفضل عائد مادى يلبى رغبات المساهمين في الشركة ويحقق للعاملين بها العائد المادي المناسب مع الالتزام التام بما جاء في الرسالة من الحفاظ على راحة العميل والالتزامات المجتمعية.

الأهداف الاستراتيجية:
1.    الوصول الى تقديم افضل مستويات الخدمات لوضع الشركه في مكانة المنافسه العالميه
2.    تحقيق أفضل عائد مادى
3.    التوسع في تقديم الخدمات لتغطية جميع انحاء العالم

 مؤشرات النجاح:
1.    زيادة الأرباح في الربع الأول من الخطة الاستراتيجي.
2.    زيادة عدد عملاء الشركة وزيادة نسبة الاستحواذ في السوق المحلى والعالمي.
3.    زيادة عدد العواصم التي تغطيها رحلات الشركة.
4.    التوسع في فروع الشركة في بلاد العالم.

الموارد اللازمة لتحقيق المخطط:
1.    زيادة ضخ الاستثمارات الجديدة لضم طائرات جديده لأسطول الشركة.
2.    زيادة عدد العاملين لتغطية فروع الشركة المستحدثة في عواصم وبلدان جديده.

إعداد الخطط الطارئة  
وضع خطة بديله في حالة وجود أي تغيرات اقتصاديه أو سياسيه تؤثر على تحقيق الأهداف الاستراتيجية أو أي مؤثرات داخليه أو خارجيه توثر على انتظام العمل.

الخلاصة:
ü     أصبح التخطيط الاستراتيجي أداه رئيسيه ضمن أدوات الإدارة الحديثة للمؤسسات.
ü     يتضمن التخطيط الاستراتيجي الرؤية قصيرة المدى وكذلك الرؤية طويلة المدى للمؤسسة لرسم خارطة الطريق لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة.
ü     تتضمن الخطة الاستراتيجية المهمة والرؤية والأهداف الاستراتيجية ومؤشرات وعوامل النجاح الأساسية الموارد اللازمة لتحقيق المخطط.
ü     تعتمد الدراسات التحليلية لوضع الخطط الاستراتيجية على تحديد نقاط القوة والضعف وخطوات ومراحل العمل للوصول الى الفرص المستهدفة مع ضرورة سرد التحديات التي قد تواجه تحقيق المخطط (بما يسمى SWOT analysis)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق