2012-12-26

دورة حياة المعلومات - الجزء الأول

إدارة دورة حياة المعلومات

هدفه السيطره علي مخزون المعلومات المتفجر لدي المؤسسات الكبرى
اداره دورة حياه المعلومات‏..‏ مفهوم جديد يعتبر المعلومات كائن حى
 

        
طبقا لاحصاءات بعض الموسسات الدوليه‏,‏ فان معدل انتاجيه العالم من البيانات والمعلومات الرقميه الناجمه عن استخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال العامين الماضيين قد تجاوز اجمالي ما انتجته البشريه من معلومات وبيانات طوال تاريخها‏,‏ وهذا يدل علي ان العالم يواجه تيارا متدفقا من المعلومات التي تتراكم بسرعه مولده فيضانا او انفجارا معلوماتيا رقميا بات من الصعب السيطره عليه‏.

          اذا كانت هذه القضيه لا تعني الكثير بالنسبه للافراد فهي حيويه ومقلقه وضاغطه للغايه بالنسبه للموسسات والشركات كالبنوك وشركات النفط والتامين والموسسات الحكوميه وغيرها من المنشات التي تواجه ما يعرف بظاهره جبال المعلومات والبيانات الرقميه التي تتراكم وينمو حجمها بمعدلات سريعه‏,‏ ويصعب ادارتها‏,‏ وفي الوقت نفسه تحمل الموسسات اموالا طائله للحفاظ عليها والناجمه عن الاعتماد الكثيف علي تكنولوجيا المعلومات في انجاز الاعمال.

          على الرغم من ظهور عشرات المفاهيم والنظم والتكنولوجيات التي اجتهدت في تقديم حلول فلا يزال الامر يشكل تحديا صعبا يحفز الكثيرين علي تقديم المزيد‏,‏ وقد ظهر علي الساحه العالميه اخيرا مفهوم جديد للمواجهه يرفع شعار اداره دوره حياه المعلومات كمخرج من المعضله وهو مفهوم يتعامل مع الازمه ليس باعتبارها قضيه تخزين واسترجاع توكل لمتخصصى تكنولوجيا المعلومات داخل الموسسات‏,‏ ولكن باعتبارها قضيه تتطلب استراتيجيه عامه تتمازج فيها التكنولوجيا مع نظم العمل السائده بالموسسه ومع فكرها الاداري واهدافها وفلسفتها في العمل.
         
          واذا كنا كمجتمع ودوله ندفع باتجاه تكثيف الاعتماد علي تكنولوجيا المعلومات في موسساتنا العامه والخاصه‏,‏ وندعو للتحول الي الاقتصاد الرقمي القائم علي المعلومات‏,‏ فمن المفيد التوقف عند هذا المفهوم الجديد للتعامل مع المعلومات حتي لا تصطدم اي موسسه بعد فتره قصيره بمعضله جبال المعلومات الرقميه التي يصعب السيطره عليها‏.‏

يحمل هذا المفهوم ابعادا وتفاصيل متعدده ومتنوعه‏,‏ وعلي الرغم من كونه موجة عالمية جديدة‏,‏ وهناك العديد من المنتديات والمنظمات الدوليه والشركات الكبري التي تدعمه فهو لا يزال في البدايه ويعتبره الكثيرون حديثا عن المستقبل اكثر من الحاضر‏,‏ ونظرا لطبيعته المعقده بعض الشيء ساحاول عرضه خطوه خطوه بادئا اليوم بتناول اساسه الفكري والنظري كتمهيد للدخول في جوانبه الاساسيه الاخري‏.‏

نبعت فكره مفهوم اداره دوره حياه المعلومات من الاقتناع بان المعلومات لها دوره حياه تشابه دوره حياه الكائنات الحيه من بشر ونباتات وحيوانات‏,‏ فالكائنات الحيه لا تخلق مصادفه او تعيش في فراغ بل تخلق لحكمه وتعيش في بيئه ولها دوره حياه تطول او تقصر حسبما يشاء لها الخالق وتمر في دوره حياتها بمراحل مختلفه تتغير فيها ادوارها وقيمتها النسبيه وتفاعلاتها مع عناصر البيئه المحيطه من حولها‏,‏ الي ان تصل لمرحله الشيخوخه التي تنتهي باحالتها للمعاش ثم انهاء دوره حياتها بالموت والفناء‏.‏

وبالمثل فان المعلومات لا تاتي مصادفه او تنشا في فراغ‏,‏ بل يتم توليدها لحكمه وهدف في بيئه مناسبه لها تماما ولما ولدت من اجله‏,‏ وتمر بدوره حياه تطول او تقصر حسبما تقتضي ظروفها وتتغير قيمتها وتتبدل ادوارها عبر دوره حياتها‏,‏ وتمر بفترات ازدهار ترتقي فيها سلم الاولويات لدي منتجيها ومستخدميها وفترات تراجع يكون من المتعين خلالها ان تتقهقر الي الصفوف الخلفيه وتفسح المجال لغيرها‏,‏ ثم ياتي عليها وقت يتحتم ان تنزوي بعيدا او تحال للاستيداع والحفظ‏,‏ وفي وقت ما تنعدم قيمتها وتصبح عبئا علي اصحابها‏,‏ فيتقرر محوها وانهاء دوره حياتها‏.‏

والمقصود بالمعلومات هنا هو اي بيانات يتم تبادلها او التعبير عنها‏,‏ او يتم تمثيلها في سياق ما مثل برنامج او تطبيق او عمليه معالجه‏,‏ وقد تكون المعلومات في شكل سجل لمعامله ماليه او بريد الكتروني او مستند او وثيقه او فيديو او اي نوع من انواع البيانات الرقميه الاخري‏.‏


 --------------------------------------------------------------------------------------------
المصدر: مجلة لغة العصر العدد (43191) عام 2005 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق